عين لبنان على موسكو وعين موسكو على سوريا
يكثر الحديث في الآونة الأخيرة عن دور روسي متصاعد على الساحة اللّبنانية، وفي جديد التواصل اللّبناني الروسي سيتوجّه وفد من حزب اللّه إلى موسكو يوم الإثنين، يضم رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد ومسؤول العلاقات الدولية عمار الموسوي.
ورغم أنّ الزيارة تأتي بناء على دعوة من الخارجية الروسية، تقول مصادر دبلوماسية إنّه “عندما يعبّر اي فريق عن رغبته بزيارة موسكو يحصل على دعوة منها”، مشيرةً إلى أنّ زيارة وفد حزب الله ليست استدعاء وهي سبق أن حصلت في العام 2011.
وفي التفاصيل، ستشمل الزيارة لقاءات مع الخارجية والبرلمان الروسي وعلى جدول أعمالها نقاش في الشأن اللّبناني بطبيعة الحال ولكنّ الأهم سيكون النقاش في الشأن السوري .
فروسيا الحاضرة في الساحة السورية ستستقبل وفد حزب الله في عاصمتها في سياق نقاشها ومفاوضاتها مع القوى الفاعلة هناك على الأرض.
مصادر حزب الله ترفض التعليق على جدول الأعمال هذا قبل حصوله مؤكدة زيارتها التي ستدوم حوالي يومين أو ثلاثة على أن يعود الوفد إلى لبنان يوم الخميس.
وفي الوقت الذي تقول فيه مصادر دبلوماسية إنّ روسيا مستعدّة للقاء كلّ القوى اللّبنانية، كان مستشار الرئيس المكلف حسين الوجه قد غرّد ردًّا على ما نشرته صحيفة الأخبار أنّ الحريري منزعج من لقاء لافروف قائلًا إنّ اللّقاء بين الرئيس سعد الحريري ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أكثر من ممتاز وهو ناجح بنتائجه الإيجابية جدًّا وهو ما انعكس في البيان الصادر عن وزارة الخارجية الروسية.
وفي إطار إظهار إيجابية اللّقاء، تعوّل أوساط المستقبل على بيان الخارجية الروسية الذي، وبرأيها، أكّد على دستورية الحريري من خلال التعريف عنه على أنّه رئيس حكومة لبنان وليس رئيس الحكومة المكلّف.
ووفق معلومات من مصادر دبلوماسية مطّلعة على لقاء لافروف الحريري فإنّ وزير الخارجية الروسي قال لرئيس الحكومة المكلّف أنّ وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أبلغ روسيا معارضة طهران لحصول أيّ فريق على الثلث المعطّل في الحكومة اللّبنانية.
وعلّقت هذه المصادر على بيان الخارجية الروسية قائلة إنّه أكّد على مجموعة نقاط هي :
– البيان لم يتضمن تعبير تسوية كما حاول البعض الإيحاء.
– موسكو تدعم حكومة مهمّة قادرة من التكنوقراط لحصول لبنان على المساعدات.
– الحكومة يجب أن تحظى على موافقة القوى الأساسية في البلد أي أن تحصل على ثقة الأغلبية، وهذا الموقف يأتي بعد أن كانت الخارجية الروسية تدعو في بيانات سابقة إلى حكومة تحظى بموافقة كلّ الأطراف.
في المقابل، يقول مستشار رئيس الجمهورية في العلاقات اللّبنانية الروسية النائب السابق أمل أبو زيد إنّ موسكو لا تتدخل في تفاصيل الشؤون اللّبنانية وبالتالي هي تترك قرار الثلث المعطّل في الحكومة للّبنانيين، مؤكدًا أنّ روسيا حاسمة في تعاطيها مع الحريري على أنّه رئيس الحكومة ما يحسم أيّ نيّة أو رغبة لدى خصومه بنزع الثقة عنه.
هذه الجلبة اللّبنانية الحاصلة حول الدور الروسي لا يصل صداها إلى الكرملين. فهناك توجد أولويات أخرى. وقد يكون الاهتمام الروسي بحسب بعض الدوائر الدبلوماسية محصورًا بالحفاظ على الاستقرار في لبنان الذي يتوجّه مباشرة إلى الهاوية. تتمسك موسكو بالمبادرة الفرنسية وتتعاون مع الولايات المتحدة وباريس ومصر والإمارات في الملف اللّبناني، بينما الاهتمام الأوّل للكرملين هي دمشق حيث نفوذها الاستراتيجي وامتدادها في المنطقة.
جوزفين ديب